الحمدُ للهِ الذي أنزلَ على عبدهِ الكتابَ تبصرةً لأولي الألباب، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمدٍ المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب إلى خيرِ أمةٍ بأفضلِ كتاب، وعلى آلهِ وصحبهِ الأنجاب، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب. وبعد؛
فقد تناولتْ هذه الدراسة موضوع القوة البدنية في القرآن الكريم ،وهي أحد فروع القوة التي أمرنا بها، وأخذت الجهود تتركز عليها وتعتني بها نظرا لأهميتها للصحةِ الإنسانية ،فهي أعظمُ ما أعطي للمؤمن بعد الدين، وقد قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم:”المؤمنُ القويُ خيرٌ وأحبُ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيف ،وفي كلٍ خير ،احرصْ على ما ينفعكَ ،واستعن باللهِ، ولا تعجز، وإنْ أصابكَ شيء فلا تقلْ لو أنى فعلتُ كذا كانَ كذا وكذا، ولكن قل قدر اللهُ وما شاءَ فعل، فإنَّ لو تفتحُ عمل الشيطان”. (1) فإنَّ اللهَ تبارك وتعالى هو الذي خلق الإنسان ،وهو الذي أنزل عليه شريعة الإسلام ،هذه الشريعة الخاتمة التي جعلها الله عز وجل صالحة لكل زمان ومكان، والتي حوت كل ما يحتاجه الإنسان لخدمة دنياه، وإصلاح دينه والفوز والنجاة في الدار الآخرة، هذه الشريعة الغراء قد حوت ضمن تعاليمها السمحة كل ما يفيد الإنسان في صحته جسدا وروحا، والذي لا يستغني عنها الإنسان بحال لحاجته في المحافظة على صحته الموجودة، أو لمعالجة صحته المفقودة. وقد قمت بجمع الآيات المتعلقة بالقوة ،ودراستها دراسة علمية من خلال التوسع في فهم دلالات القرآن الكريم التي تحدثت عن هذا الموضوع، والانتفاع بالدراسات والأبحاث العلمية الحديثة التي