منذ أكثر من أربعة عشر قرناً تأصَّلَت مصادر الإسلام، ووضع الفقهاء المسلمين القواعد والأحكام والمبادئ التي تنظم ظاهرة الحرب ووسائلها، ووضَّحت الأسس والمبادئ التي نصَّ عليها الشَّارع الحكيم، التي تدعو لتحقيق السِّلم والأمن الدَّوليين، أمَّا ما نعيشه الآن باسم النَّهضة النُّووية التي تشهدها أغلب دول المجتمع الدولي من صراع وتسابق لامتلاك الأسلحة النُّووية، ممَّا خلق عنه تخوفٌ دوليٌّ كبيرٌ من حدوث حربٍ دوليةٍ أخرى، نتيجة استخدامها عن قصدٍ أو لسوء التقدير أو عن طريق الحوادث غير المقصودة، ممَّا دعا الفقهاء الدوليين وخاصة فقهاء الإسلام المعاصرين الرجوع إلى أحكام الشريعة الإسلامية، بغرض إخراج تكييفٍ شرعيٍّ لحكم إنتاج وامتلاك واستخدام هذه الأسلحة الفتَّاكة، وإبراز العقيدة الاستراتيجية للإسلام، والوصول إلى الحكم الشرعي في هذه المسألة، والعمل على تطبيقها في الوقت الحاضر، حيث احتكر امتلاك هذه الأسلحة على الدول النووية الغربية فقط، وتَمَّت محاربة الدُّول الإسلامية التي تسعى للوصول إليها، دون مراعاة للمبادئ والأحكام الدولية المتعارف عليا.