نظرية البيان عند الإمام الشافعي مقارنة عند ابن حزم وأثرها على تأصيل الأدلة

أ.د.عمار بن عبدالله ناصح علوان

ملخص البحث: مما لا يختلف فيه الباحون إن لكل خلاف ناشئ في أي علم من العلوم له جذوره وفلسفته عند أصحابه .ففي هذا البحث سوف أبيّن كيف إن الخلاف اللغوي هو الأصل الأصيل الذي انبثق منه الخلاف الفقهي سواء أكان الخلاف في الأصول الفقهية أم في فروعها، فالإمام الشافعي-رحمه الله ورضى الله عنه-وهو الإمام في اللغة والشريعة معا قد حمل لواء إن القرآن الكريم فيه بيان كل شئ على سبيل الهدى قال الإمام الشافعي: "فليست تنـزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليلُ على سبيل الهدى فيها قال الله تبارك وتعالى ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾، فتعرض الإمام الشافعي وفقا لنظريته لامتحان صعب على البيان القرآني لأصل مشروعية الإجماع، فنجح فيه أيما نجاح، وأبهر الأصوليين بعمق نظرته البيانية، وفي هذا البحث سوف نرى كيف إن الإمام الشافعي-وفقا لنظريته-قد أدرج القياس في جملة البيان بينما اقتصرت نظرية البيان عند ابن حزم على كتاب الله وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم مما كان له الأثر الكبير على تأصيل الأدلة.