لقد هيأ الله سبحانه وتعالى للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي النشأة الصالحة الحسنة، ومن عليه بسلامة المنطلق وجودة الابتداء فآلت أموره إلى هذه المكانة الرفيعة في مجال العلم والعمل؛ ولهذا سنتحدث في هذا البحث عن الإمام البيهقي ومنهجه بما يكشف عن مكانته العلمية، وعن العوامل المؤثرة في تكوينه وإعداده. وسنتعرض لأقوال الأئمة في توثيقه وحسن الإشادة بسيرته، وعلمه، وبيان مكانته العلمية التي تتجسد في طلابه الذين تخرجوا به، ومصنفاته العلمية الرائدة في كثرتها وقوتها وعظيم أثرها في الأمة. ومن أهمها كتابه السنن الكبرى وخصائصه المنهجية حيث رتب كتابه ترتيبا موضوعيا على الأبواب الفقهية، واعتنى بالأحكام النقدية بالإضافة إلى التبويبات الفقهية، والاستنباطات الحكمية بالنص أو الإشارة؛ مع الفوائد الفقهية المستنبطة من الأحاديث والآثار، وبيان الغريب من الألفاظ والعلل، والجمع بين المختلف من الحديث وغير ذلك من الفوائد"وهنا تكمن أهمية هذا البحث حيث يوضح مكانة عالم مهم كالبيهقي ويتناول بالتوضيح والشرح أهم أثر وعمل من أعماله وهو كتاب السنن الكبرى، وستكون منهجية هذا البحث استقرائية نقدية.