يناقش هذا البحث شبهات الطاعنين في الأحاديث النبوية عموما، وفي دواوين السُنّة المشهورة على وجه الخصوص ـ وقد بنيت هذه الشبهات على آيات من القرآن الكريم:
1-شبهة الاكتفاء بالقرآن الكريم وعدم الحاجة إلى السنة النبوية والرد عليها.
2-شبهة أن السنة لو كانت حجة لتكفل الله عز وجل بحفظها والرد عليها. وهم في الحقيقة أعداء القرآن، والقرآن منهم براء. فقد أنكروا السنة النبوية وحاربوها بحجة الاكتفاء بالقرآن كمصدر للإيمان والتشريع في الإسلام.
فهم لا يأخذون بالسنة النبوية إطلاقا، ولا يستشهدون بأحاديثها جملة وتفصيلا، وحجتهم في ذلك أن الله قد وعد بحفظ القرآن فقط، وأنه فيه الغنية والكفاية؛ لذلك لا يحتاجون للسنة النبوية، كما يزعمون.
وأن القرآن الكريم أمر المسلمين باتباع خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم أمرا جازما حازما قاطعا لا لبس فيه ولا غموض؛ حيث قال في صراحة ووضوح : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ"