إن من نعم الله تعالى على هذه الأمه أن حباها وفضلها على غيرها من الأمم السابقة حيث خصها بالإسناد، فهي أمة التوثيق والتدقيق والتحقيق، وقد بوب الإمام البخاري باب أن الإسناد من الدين، وقال عبد الله بن المبارك: "الإسنادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلاَ الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ". () وقال محمد بن سيرين: " إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ". () وعن أبى هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: « سَيَكُونُ فِى آخِرِ أُمَّتِى أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ ». () وعن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ قالَ في الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ. ()
قال البيهقي: "وهذا أصح فإنما أراد ـ والله أعلم ـ الرأي الذي يغلب على القلب من غير دليل قام عليه فمثل هذا الرأي لا يجوز الحكم به في النوازل فكذلك لا يجوز تفسير القرآن به وأما الرأي الذي يسنده برهان فالحكم به في النوازل جائز،