يهدف هذا البحث إلى دراسة ترجيحات الإمام محمد أنور الكشميري-رحمه الله- في باب البيوع من كتابه (العرف الشذي شرح سنن الترمذي)، ومعرفة مدى تأثره في ترجيحاته بمذهبه الفقهي الذي نشأ عليه. وتكمن إشكالية البحث في أن العلماء الذين ينشئون على مذهب فقهي معين، ويتلقون الفقه على أصوله وقواعده، يغلب عليهم التأثر بأصول هذا المذهب وقواعده؛ عند النظر في النصوص الشرعية واستنباط الأحكام منها. فجاء هذا البحث لدراسة أحد هؤلاء العلماء، وهو الإمام الكشميري-رحمه الله- باعتباره نشأ على المذهب الحنفي، وتلقى تعليمه على أصوله وقواعده، وله ترجيحات فقهية من خلال شرحه لسنن الترمذي، والنظر في مدى تأثره بمذهبه الفقهي في هذه الترجيحات. وتكمن أهمية هذا البحث في بيان أحد أسباب اختلاف العلماء وتباين نظرهم في الأدلة الشرعية وتفسيرها؛ ومن ثم معرفة مآخذ أحكامهم وأوجه نظرهم. وقد سلك الباحت في دراسته المنهج الاستقرائي، في تتبع ترجيحات الكشميري، والمنهج التحليلي في دراسة هذه الترجيحات وبيان مآخذها، والمنهج المقارن في بيان أوجه الاتفاق والاختلاف مع هو مدون في المذهب الحنفي. وقد توصل الباحث، في نهاية دراسته إلى عدة نتائج من أهمها: أن الباحث وقف على عشرة ترجيحات للإمام الكشميري-رحمه الله-، وتناولها بالدراسة، وقد كانت هذه الترجيحات في عشرة أبواب من خلال باب البيوع، من كتاب (العرف الشذي)، ووافق الكشميري-رحمه الله-، الدليل في ترجيحه في ست مواضع منها، وتأثر بمذهبه في أربعة مواضع من ترجيحاته، والإمام الكشميري–رحمه الله-كان يعتمد في غالب ترجيحاته، على مدلول الحديث، وقد توصل الباحث، إلى أن الإمام الكشميري-رحمه الله-كان له تأثر بمذهبه في بعض ترجيحاته، ويتَّضح ذلك من خلال اعتماده على أقوال علماء مذهبه، في الترجيح.
|
الكلمات المفتاحية: أثر،المذهب، الترجيحات، الحديث، الكشميري